ويسألونك عن الجيش الحر

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

11 آب، 2012، تعليق على مقالة بكر صدقي

  • 11 آب، مقالة بكر صدقي على موقع الحياة، [ سورية بين الحرب والحرب الإعلامية]، موقع آخر للمقالة

بوست: يقول بكر صدقي ما يخشى كثيرون قوله. بصراحة وما حدا يتهمني بالفلسفة ومثل هذه الإتهامات الجاهلة، لا يوجد شيء إسمه الجيش الحر. كل ما هناك على الارض هو مجموعات محلية مسلحة لا تريد أن تخضع لقيادة مركزية ولا تعرف كيف تخطط لبعد يومين ولا تفقه في المعارك شيئاً إلى النية الطيبة والصمود حتى الموت. الصمود شهر في الخالدية لا يعني شيئاً لأن اهل الخالدية رحلوا ولأن الخالدية تدمرت. وقصة إعلاء كلمة الله والجهاد لا تتعدى كونها كلام لا معنى له في الحالة السورية فنحن من أجل توطيد الإسلام كما فعل الرسول أي إعلاء كلمة الله مقابل الآلهة الأخرى. ومعركتا حلب ودمشق مثل معارك بابا عمرو والخالدية وريف حلب وإدلب من قبلها معارك لم يكن لها مخطط ولا أهداف مرحلية ولا طويلة الأمد. حتى المقاتلون يعتقدون أن المعركة ستنتهي غداً أو بعد شهر. لكن ومع وجود هذا التفاوت الفظيع في القوة بين المقاتلين والنظام فإن المعركة ستستمر لأشهر ويمكن سنوات. والأفضل تنظيم المقاتلين والمعارك على هذا الأساس. إن معارك المدن والزلازل وما إلى ذلك من تهديد ووعيد تدمر البنية التحتية التي لا يستطيع المقاتلون ا لصمود دونها. خطة النظام ببساطة، حواجز كبيرة لتقسيم المناطق وقصف عن بعد وإجبرار الناس على النزوح وفي النهاية الناس ستلوم المقاتلين. إذا ليس لديكم القدرة لمجابهة هذه الخطة فالأفضل ان تتوقفوا عن قتل أنفسكم وإخوانكم في معارك تحرير محكوم عليها بالفشل. على فكرة ومن خلال معرفتي بكتائب المقاتلين ولا أسميهم الجيش الحر، فإن عملية خلية الأزمة وتهريب رئيس الوزراء قامت بها جهات خارجية لها إستخبارات ممتازة ويمكن ساعدت الفصائل المقاتلة. معركة سوريا لم تعد للسوريين وإنما لكل دولة يد فيها الآن، وهذه الكتائب الصغيرة الباحثة عن مال ودعم ستصبح مجرد وسيلة لتنفيذ مخططات خارجية شاءت أم أبت. في التاريخ وعكس ما درسونا لا يغلب المؤمن ولا الصامد ولا الفدائي وإنما يغلب الذكي والمنظم الذي يستعد ويخطط. ومشان الله لا تجيبوا أمثلة من معارك الرسول أو الصحابة لأنها معارك سيوف وليس فيها قدر كبير من التكتيك والأعمال اللوجستية وهي محصورة في أرض المعركة. نحن نعيش في زمن مختلف تماماً الحرب فيه شاملة لا تقتصر على ساحة المعركة بل تجعل أية أرض أو مدينة ساحتها. وحتى لو أخذنا معارك الرسول فإن كثيرين يعتقدون أن انتصاراته كان سببها الإيمان ونصرة الله. نجح الرسول في المعارك التي خطط لها وخسر في عدة معارك أخرى مثل أحد ومؤته. الغالبية العظمى للغزوات كانت سرايا لم يحصل فيها قتال وكانت لأسباب استراتيجية وجزء من المخطط الكبير. والمسألة أخذت 8 سنوات تخطيط حتى دخل مكة. واللي حابب يقول لي لا تتحفنا بأفكارك روح وشارك أحب أن أقول له أعطني قيادة الفصائل وسترى النتائج خلال شهر. لكن الشرط المستحيل هو "قيادة الفصائل" أي توحيدها.