ماذا يعني إسقاط النظام؟

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

8 تموز، 2011

ماذا يعني إسقاط النظام؟ د. أحمد نظير الأتاسي كمؤرخ أعتقد أن هناك تشابه بين الثورات من ناحية نظرية تجريدية. لكن الأحداث التاريخية أيضاً فريدة ولا تتشابه في التفاصيل. الثورات قفزة ليس لأن التغيير يحدث فجأة فالتغيير صعب وطويل الأمد بل لأن العطالة ضد التغيير شديدة وتحتاج إلى صدمة من أجل الزعزعة وبدء عملية التغيير. كما تعرفون فإن النظام في سوريا متشابك مع الدولة باعتبار أنه فرغها من محتواها وتقمصها. صيغة عصابة المافيا القائمة على الولاءات الشخصية تجعل النظام متغلغلاً على كل المستويات. ولهذا فإن إحداث إنقلاب تام وكامل في العقليات والممارسات وبناء المؤسسات المنفصلة عن الأشخاص سيأخذ وقتاً طويلاً. ولهذا أرى بأن نقسم النظام والدولة معاً إلى مستويات ونضع أولوية لكل مستوى. المستوى ذو الأولوية هو العائلة الحاكمة وهذه مهمة ليس فقط لأنها تملك القوة بل لأنها رمز النظام وعنوان وحدته. وكل الأنظمة الهرمية لا تستطيع العيش دون رأسها. هذا أولاً، أما ثانياً فهناك مستوى التكنوقراط ومستوى البعث والمستويات المحلية. لا بد من تقديم الحوافز لكل مستوى ليمتنع عن تنفيذ الأوامر. هذا ما يقوله جين شارب، يجب أن تتوقف ماكينة النظام كلياً من خلال امتناع كل أعضائها عن تنفيذ الأوامر، وهذا يحتاج إلى الصبر والتخطيط. أما عن ادوات القمع فأقدم الرؤية التالية: ما تحتاجه أية دولة هو ما نوه إليه غرامشي وأعني إحتكار أدوات العنف والإكراه التي تستعمل في الحالات العادية لفرض سلطة القانون. ومن الواضح أن نظام الأسد يعتمد بشكل أساسي على أجهزة المخابرات التي بناها على صورته أي على صورة عصابات مافيا وتحالفات وولاءات شخصية وعشائرية. ولذلك فمن الصعب القضاء عليها لأن هذا يعني القضاء على أشخاص وليس فقط على بنيات. أعتقد أن الجيش لا يزال يحتفظ ببنية المؤسسة رغم فساده ولهذا يجب أن نركز عليه، خاصة وأن قوة المخابرات في أية دولة لن تصل إلى حجم وشدة قوة الجيش والمواجهة مع الجيش ستكون دائماً محسومة لصالحه. نريد فعلاً أن نفهم الجيش السوري وأن نعرف قياداته وتركيبته وعقليته. أعتقد أن تماسك الجيش قائم على تحالف بين القيادات العليا والمخابرات العسكرية والجوية. أما الضباط وصف الضباط والجنود فهم بقية الشعب مراقبون ومقهورون ويتعرضون لنفس الإرهاب الذي يتعرض له الشعب. الديكتاتوريات في كل أنحاء العالم وأولها نظام هتلر تعتمد على المخابرات وهذه بالتالي تعتمد على الرعب أما الجيش فمؤسسة كبيرة جداً وعطالتها كبيرة وتحريكها يحتاج إلى طاقة مادية وتنظيمية كبيرة. يجب أن نتكلم مع الجيش بصراحة وأن نفرق بين القيادات العليا والآخرين وأن نفهم كيف تحكمهم المخابرات العسكرية. يجب إضعاف هذه الصلة حتى ولو اضطررنا لمهاجمة سيارات المخابرات العسكرية وأبنيتها. ثانياً يجب تقديم الحوافز للجيش. يجب أن يعرف الجيش أن ميزانيته ستبقى الأعلى في الدولة وأن أعداده لن تنقص بسرعة. يجب أن نقول لهم أن البقاء مع النظام سيدمر المؤسسة من قواعدها. الكلية الحربية تخرج المئات كل سنة، وكل سنة هناك ترفيعات والنظام سيضطر بسبب تركيبته إلى التركيز على الولاءات الطائفية وهذا في صالحنا لأن الضباط وصف الضباط سيتذمرون عاجلاً أو آجلاً. كذلك يجب تأمين خطة منظمة لحماية الجنود الهاربين وتسهيل هروبهم. على كل المجندين عدم الإلتحاق بالدورات التدريبية. أرجو التواصل والتخطيط، أما الحديث عن التفاوض فهذا لن يؤدي إلا إلى تغييرات شكلية، فعلاً ليس هناك بديل عن إسقاط الرأس وتعطيل المخابرات. من يريدون التفاوض يعرفون أن إسقاط النظام سيأخذ وقتاً طويلاً وجهداً مضنياً وهم لا يريدون الدخول في هذه المغامرة ولذلك فهم يسرعون لقطع الطريق على المتظاهرين والتفاوض مع النظام باسمهم أو إعطائه معارضة ليتفاوض معها. هناك خيارات صعبة وقرارات يجب أن تأخذ. يجب أن نجمع أكبر قدر من المعلومات عن النظام حتى نعرف مواطن ضعفه حتى الصغيرة منها