كفى، ليست ثورة سنية

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

8 تموز، 2011

كفى، ليست ثورة سنية أحمد نظير الأتاسي صحيح أن المستشرقين حين يتكلمون عن سوريا لا يتخطون نظرية الصراع الطائفي، لكن ما نقله باتريك سيل في كتابه عن الأسد لم يكن إلا نظرة الأسد الحقيقية وكلماته الحقيقية التي استعملها في مقابلاته مع سيل. إن إنهاء ثنائية سنة-علوية ومدينة-قرية كانت على ما يبدو الطريقة التي كان الاسد يحلل بها الأمور. نعم أحداث الثمانينات بما فيها حماة كانت رد فعل نظام يسعى إلى البقاء بأي ثمن لكن حماة كانت بالنسبة للأخوين الأسد معركة طائفية بامتياز. الأسد لم يستطع حتى أن يفهم أفكار البعث عن البرجوازية والإقطاع ولم ير إلا إقطاعاً مدينياً سنياً وبرجوازية مدينية سنية. أنا لا ادعو إلى الأخذ بالثأر ولا أنظر إلى حكم الأسد كحكم الطائفة العلوية لكن المشكلة هي أن الأسد كان يرى حكمه كذلك وهذا يفسر قسوته على المعارضين العلويين لأنهم يحرمونه من الوصاية على الطائفة وتلك الأبوية التي فرضها عليهم فرضاً والتي يدفعون ثمنها الآن وقد ندفع كلنا ثمنها. وللأسف فإن من يعتقد بأن الثورة الآن ليست أكثر من ثورة سنية يعيدنا مباشرة إلى أجواء الثمانينات ويفرض علينا معركة مشابهة لم نطلبها ولا دعونا إليها ولا يدعو إليها المتظاهرون. وأولئك القساوسة والمطارنة الذين يجوبون أوروبا ويتحدثون إلى أمريكا عن خطر هذه الثورة الإسلامية على حد زعمهم ليسوا أقل طائفية من الاسد ولا من العرعور لأنهم لا يرون في سوريا إلا طوائف وفقط. نحن إذ ندعو إلى فصل سلطة رجال الدين عن الدولة لا نعني فقط رجال الدين السنة وإنما كل رجال الدين ومن يعتقد بأن رجل الدين المسيحي الذي تكلم مع المحطة الحكومية الأمريكية وقال بأن الثورة معادية للمسيحيين يمثله ويتكلم باسمه فهو ليس أفضل حالاً من السني الذي يعتقد أن العرعور يمثله ويقود ثورته. وهؤلاء قلائل لكن التهور الطائفي من جميع الأطراف سيقود إلى تحويل الثورة إلى حرب طائفية وأقول عندها وا أسفاً فقد جنت على نفسها براقش. وإذا قامت ديمقراطية في سوريا يوماً ما وانتخب الناس حزباً دينياً فليست الطامة في هذا الخيار وفي عدم نضوج الشعب كما يدعي البعض وإنما المشكلة في الإخفاق في بناء ديمقراطية تسقط بعد الإنتخابات الأولى. فمن يخشى الدولة الإسلامية عليه أن يسعى إلى ديمقراطية حقيقية تضمن أن لا ينهي الفائز في الإنتخابات اللعبة الديمقراطية كلها. وهذا ممكن عن طريق إنتخاب مجلس الشعب والمحافظ ومجلس المدينة ومختار القرية وتفادي الحكومات الإئتلافية التي تُعطى فيها المقاعد الوزارية حسب نسب الأصوات. أما إذا انتخب الشعب الحزب الإسلامي مرة وحزباً آخر مرة أخرى فنحن في ديمقراطية مشابهة للديمقراطية الأمريكية. فهل تعتقدون أن الحزب الجمهوري الأمريكي أحسن من أحزاب الوهابيين وابن تيمية المنتشرة في أنحاء البلاد الإسلامية؟