سؤال وجواب عن الكتائب الجهادية في الثورة السورية

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

11 آب، 2012

سؤال وجواب عن الكتائب الجهادية في الثورة السورية كتائب الفاروق (حمص)، كتيبة صقور الشمال (إدلب)، لواء التوحيد (حلب)، جبهة النصرة (دمشق وباقي سوريا)، تجمع أنصار الإسلام (دمشق)، كتيبة الأنصار ولواء الحق (حمص)، كتيبة الوادي (حمص-القصير)، وغير ها لا أعرف عنهم. ما القاسم المشترك بينها؟ سألت هذا السؤال وجاءتني ردود مختلفة بين مستغرب ومستفسر ورافض لطريقة الطرح. جواب السؤال الذي أعطيته هو أن كل هذه الكتائب والألوية ذات توجه سلفي جهادي وبدعم مادي خارجي من أفراد أو دول. وغليكم ردي على الردود أنا غير مثقف كفاية في أفكار الجماعات الإسلامية الحديثة من الإصلاحيين في أواخر القرن التاسع عشر إلى الإخوان إلى السلفيين إلى الجهاديين وأنواعهم المختلفة إلى الصوفيين وغيرهم وغيرهم. ومعلوماتي عنهم أساسية وغير عميقة او اختصاصية. الكل يقول لي أن المجتمع السوري ليس حاضنة للسلفيين الجهاديين وأنا أستغرب هذا. يمكن لأني تركت سوريا منذ 23 سنة. لكن أفهم المنطلقات النظرية الاساسية وأعرف المقابل لها في التاريخ الإسلامي القديم الذي هو إختصاصي. ومن أيام الثمانينات لم أقرأ أي كتاب عن الفرق الإسلامية ولا حتى عن القاعدة. إذا عندكم مقترحات لكتب أو مقالات عن فروقات السلفيين والإسلاميين فلا تبخلوا بها علي. معلوماتي غير الموثقة عن التمويل أنه يأتي من مصادر كثيرة منها أشخاص سوريين في الخارج ومنها أشخاص خليجيين غير تابعين لدول ومنها شبكات التبرع للمجاهدين القديمة من أيام الثمانينات والتسعينات ومنها أموال تُجمع لغرض وتوظف لغرض آخر ومنها من ناس محسوبين على الإخوان المسلمين ومنها دول. لا أعتقد أن هناك دولة تريد أن يسيطر الجهاديون على الساحة في سوريا لأن بعض الجهاديين منظورهم عالمي ولا يتوقفون عند الحالات المحلية فهم يريدون الجهاد على مستوى العالم وهذا خطير ولا أحد يريد إحياء تراث القاعدة. أما عن خلق تيار غير إخواني فهذا ممكن لكن معادلة إحلال السلفيين مكان الإخوان غير مجدية للدول الغربية لأن الإخوان من أكثر الجماعات طواعية لمتطلبات السياسة ولهذا يتهمهم كثير من الإسلاميين بالنفاق من أجل الوصول للحكم. وهناك على الساحة وخاصة في تركيا جماعات إسلامية كثيرة غير جهادية وتعتبر نفسها أكثر ليبرالية وحداثة وانفتاحاً من الإخوان المسلمين. وليعذرني المهتمون لأني أستخدم المصطلحات دون تدقيق فبالنسبة لي وخارج إطار البحث الأكاديمي، السلفي هو كل مسلم يعتقد أن السلف الصالح من الرسول والصحابة هم المثل الاعلى الذي يُقتدى به وبالتالي يجب إحياؤه. أما تدريجات السلفيين ومواضيع اختلافاتهم النظرية فلا أعرفها فهناك سلفيون غير مسيسين يرون الإقتداء بالسلف طريقة في الحياة وهناك السلفيون المسيسون وهؤلاء أسميهم الخلافتلية لأنهم يريدون إقامة الخلافة الإسلامية وهناك السلفيون الجهاديون الذي يؤمنون بالعنف كوسيلة لإقامة دولة الخلافة وهناك السلفيون الجهاديون الدوليون الذي يجاهدون في أي مكان يعتقدون أن المسلمين يتعرضون فيه لخطر. أما عن بقية الإسلاميين واعني المسلمين المؤمنين بنظرية سياسية قائمة على أفكار إسلامية مثل تطبيق الشريعة عن طريق الدولة وتحميل الدولة مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإنشاء مجلس إستشاري للحاكم مكون من علماء دين فهؤلاء لهم تشكيلات مختلفة تبدأ بإمامة الرئيس وولاية الفقيه ولو من خلال مجلس شورى وتنتهي بإقامة حكومة دستورية ذات مرجعية إسلامية وهذه كلمة مطاطة. هناك طبعاً اتباع المشايخ وأصحاب الطرق الصوفية وهؤلاء ينحصر اهتمامهم بالسياسة بصلات مشايخهم باركان الحكم وهؤلاء كثر في سوريا. قد يستنكر البعض جهلي بالمشهد الإسلامي السوري الحالي. ببساطة أنا إنسان أعيش في الماضي وأخاف من الحاضر الذي يجعلني أحس بالغضب ولا تزال عندي مخلفات قهر وخوف من الثمانينات ولذلك فضلت التاريخ القديم وخاصة بدايات ظهور الإسلام واليوم تركيزي على إنتشار الحديث النبوي وتحليل سلاسل الإسناد وهذا علم لا القدماء ولا المحدثون الراغبون في الشهرة يعملون به لأنه معقد. أما لماذا أخشى على الثورة السورية من ظهور الذقون ورايات الله أكبر والخطب الحماسية للمشايخ المجاهدين؟ فلأني أعتقد أن الفكر الإسلامي بكل أشكاله لا يعطي تصور ناضج عن الدولة الحديثة والتي هي بالتعريف والأصل التاريخي ذات منشا اوروبي. يعني يريدون إستخدام البرلمان لكن بطريق مختلفة ويخلطون بين الإمامة والرئاسة وبين القرآن والدستور وبين القانون والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين الشورى والديمقراطية. قراءتهم للتاريخ الأوربي الذي أنتج هذه الآليات البيروقراطية الهائلة والقوية غير متعمقة وتنتهي بتفريغ هذه الهيئات وفلسفاتها من محتواها. أنا أؤمن أن الدولة البيروقراطية الحديثة في شكلها البرلماني الجمهوري تحمل حلولاً لمشاكل في الحكم استعصت على البشرية لآلاف السنين. ثم ياتي الإسلاميون ويزعمون أن هناك نظاماً إسلامياً أصيلاً في الحكم، وهذا ما لا اعتقد بوجوده لا في الماضي ولا في الحاضر. رفع رايات الله أكبر ولا إله إلا الله هو نقل لرموز قديمة مغرقة في القدم إلى أزمنة حديثة مختلفة تماماً تماماً. عندما رفع الرسول راية الله أكبر فذلك لأن الله لم يكن الإله المعبود الوحيد في زمنه ومن هنا جاء تعبير إعلاء كلمة الله. مع الفتوحات استمرت هذه العقلية مع توجيهها نحو المسيحيين واليهود والزردشتيين والبوذيين والأرواحيين الأتراك البدو لأن المسلمين الاوائل اعتبرو المسيحيين مشركين واليهود قتلة الأنبياء والزردشتيين مثنويين وعبدة النار والبوذيين لا أعرف والأتراك البدو كفاراً. وفي الحروب الإسلامية الأهلية الأولى كان الخلاف حول ماهية زعامة المسلمين وكيفية تطبيق سنة النبي وأصحابه والسنن الماضية وإعلاء كلمة الله عنت القضاء على الخصوم وفرض الأفكار. أما في عهد العثمانيين فالجهاد كان مجرد وسيلة لاحتلال مزيد من الأراضي الأوروبية المسيحية وأنا أحتقر العثمانيين على هذا الإبتذال لمعنى الجهاد لكنهم لم يكونوا الوحيدين. استخدمت حركات التحرر القومية لاحقاً مفهوم الجهاد كدفاع عن أعراض المسلمين وأرواحهم وأموالهم لكنه لم يكن جهاداً لإقامة حكومة إسلامية. اليوم الحدود غير واضحة بين الجهاد وبناء الدولة خاصة مع تأثير الجهاديين من أمثال القاعدة. وفي الحالة السورية الحرب على بشار لا تعني إعلاء كلمة الله إلا إذا فهمناها على أنها إقامة دولة الخلافة. إن شعار لا إله إلا الله او الله اكبر لا يعني شيئاً من الناحية السياسية أو العسكرية إلا إذا فهمناها على طريقة الخلافتلية. لماذا يشتت الناس أفكارهم وجهودهم، هم يقاتلون ضد طاغية ومن أجل الحرية والعيش الكريم فاين نجد هذه المعاني في رايات الله أكبر ولا إله إلا الله وإعلاء كلمة الله التي هي عالية أصلاً ونصف السنة لا يزالون يشجعون حكم بشار الاسد. إن أساس دين الإسلام هو التوحيد لكن معركتنا ليست لفرض التوحيد. هذه الشعارات تشتت المسلمين المؤمنين العاديين وحتى المجاهدين منهم دفاعاً عن أهلهم وارواحهم. الله أكبر لأنه أكبر من أي طاغية وبه نثق وعليه نتوكل وشعار الله أكبر على رايات الكتائب المقاتلة غير مفهوم معناه ولا هدفه. الله أكبر أعطت المتظاهرين زخماً هائلاً لأنهم كانوا المستضعفين فأعطتهم الشعور بانهم الاعلون ولو كانوا مستضعفين. لكن الله أكبر عند إعدام زينو بري او عند قتل الطرف الآخر أو عند إطلاق قذيفة، ماذا تعني؟ "ما رميت ولكن الله رمي" هل تنطبق على كل مقاتل؟ هل نستطيع تحميل الله مسؤولية قتل المجندين من الطرف الآخر حتى ولو كانوا مجبرين مقهورين؟ قائل هذه العبارات يوحي إلينا بان ما يقوم به هو من وحي الله فماذا يا ترى يوحي الله إليه؟ هل يوحي إليه قتلاً أم دولة ام تحرير أو مطالبة بقطعة أكبر من الكعكة لأنه قاتل ونصره الله ام أن شعاراته وحي من عقل أيديولوجي خارجي يزرع هذه الافكار في أذهان المقاتلين. أنا أؤمن بأن الإنسان يصنع مصيره ويصنع قراراته وعندما تقابلني شعارات غامضة تنقل القرار من الإنسان إلى الإله أحس بان هناك عدم صدق خاصة وأن هذه الشعارات استخدمت وابتذلت مرات ومرات لتبرير القتل. لم لا يحاربون من أجل إقصاء الاسد وعصابته عن الحكم وإعادة الحقوق والحريات حتى أبسطها وهو حق الحياة وحرية التنقل والعمل، وبعدها تنرك بقية الأمور لصناديق الإقتراع ويكون هذا ميثاق ثورتنا الذي نتعاهد عليه. إذا لم نستطع الإجماع على حد أدنى من المطالب فإن بعضنا أو كل جماعة منا تحاول تمرير مشروعها وهذا بصراحة ما أراه الآن سواءاً من العلمانيين او الإسلاميين أو جماعة النظام أو الدول المحيطة واتباعها أو الدول الغربية واتباعها. لا يوجد في سوريا عقد إجتماعي بين دوما وحرستا وبين دمشق وحمص فما بالك بين مسلمين ومسيحيين وبين سنة وعلويين. أنا أرى أننا نسير نحو الهاوية وليس نحو التحرير. نحن لا نريد مجرد الإنتصار على بشار وعصابته بل نريد دولة حديثة تحمي مواطنيه وتعاملهم بالتساوي وبسلطة القانون. ليس للثورة أيديولوجيا واضحة تقودها وشعارات المقاتلين المذكورة أعلاه إما انها أيديولوجيا غير ناضجة أو أنها أيديولوجيا محدد يريج بعضهم فرضها دون الدخول في التفاصيل مع الشركاء في الوطن. عبارة الله أكبر تعني الكثير لكنها على رايات المقاتلين لا تعني لي شيئاً. وهذا رأيي فقط