حوار مع مقالة الأخ باسم المعنونة "إخواني في الوطن لكم ثورتك ولي ثورتي"

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

8 تموز، 2011

حوار مع مقالة الأخ باسم المعنونة "إخواني في الوطن لكم ثورتك ولي ثورتي"ء بقلم أحمد نظير الأتاسي الصديق باسم، مقالتك منطقية جداً ومنظمة الأفكار وصادقة المشاعر. وهي كذلك تعبر عن شريحة كبيرة من السوريين الذين لا بد من سماع رأيهم. لكن لي تعليق واحد، وهو ما يسمى بنسبية الرأي. أي أن "الحقيقة"التي يراها الإنسان تعتمد على موقعه في المجتمع. وغالباً وما تكون الفترات الإنتقالية التي يسميها البعض ثورات فترات صراع بين حقائق نسبية تريد كل منها فرض نفسها كحقيقة مطلقة. ما يحصل في سوريا ليس فقط ثورة ضد بشار الأسد وإنما أيضاً وبشكل كبير ثورة ضد حافظ الأسد. نعم لقد مات لكن الذاكرة تثور على إرثه وهذا قد يشرح تطرف بعض الآراء والمواقف. وهؤلاء يتعاملون مع بشار الأسد وكأنه حافظ الأسد ولا أستطيع أن ألومهم لأن إرث حافظ الأسد مؤلم. كذلك فإن تعامل النظام مع مكونات الشعب مختلف حسب المكون. ودعني أعطيك مثالاً: يعتقد كثيرون أن القوات الخاصة الفرنسية أثناء الإنتداب كانت مؤلفة من العلويين وهذا خاطئ وهناك بحث عن هذا الموضوع يُظهر بوضوح أن الغالبية كانت سنة مع تمثيل علوي ومسيحي أكبر من تمثيلهم السكاني. لكن من أين جاءت الصورة النمطية. لقد صنعها الفرنسيون لأنهم حين كانت تثور مدينة أغلبيتها سنة كانوا يرسولون جنوداً مسيحيين أو علويين والعكس بالعكس. وعندما تثور منطقة علوية فإنهم يوظفون جنوداً سنة ويرسلونهم لقمع الثورة. وأعتقد أن النظام قد اتبع سياسة مشابهة. مثلاً أنا بحكم الولادة ورغماً عني طائفتي سنية مع أني أرفض الأديان، وكنت أعيش في حارة تعتبر برجوازية مدينية. مدربوا الفتوة في المدرسة كانوا وبقصد علويين قرويين وكانوا يعتبرون أن حماية ثورة البعث تكون بقمع السنة المدينيين، مما أدى إلى حزازات كثيرة. وأعتقد أن أحداثاً مماثلة وقعت في جميع أنحاء سوريا. مثلاً عندما استخدم النظام العرب البدو ضد الأكراد. نعم الجنود وعناصر الأمن يعتقدون أنهم يحاربون عصابات إجرامية ولكن بالمقابل المتظاهرون لا يرون فيهم إلا جنوداً علويين لأن النظام تعمد إرسالهم لتناقض هويتهم مع هوية المتظاهرين. الطائفية موجودة وفي جميع الأطراف والعنف موجود لكن المشكلة في النظام الذي لا يعامل شعبه معاملة متوازنة. هل الحل في إسقاطه أم في الحوار معه. إن تجربة المتظاهرين مع النظام، الأب والإبن، هي أنه قاتل لا يريد التفاوض، وهي عكس تجربة العلويين أو المسيحيين مع نفس النظام. في هذه الأوقات العصيبة من الصعب إقناع الناس بأن تجربتهم الطويلة كانت نسبية لأنها حقيقية بالنسبة لهم ولا يرونها كما تراها أنت أو آخرون. أعتقد أن الحل هو في أن يقبل النظام بكسر قبضته الحديدية وبالإعتراف بتعامله غير المتوازن وباحتكاره للسلطة. ولاأقول أشركوا السنة فأنا ضد المحاصصة الطائفية. أنا أقول إنتخابات وضمانات أن الإنتخابات ستكون نزيهة. وكذلك ضمانات بأن النظام لن يعاقب المتظاهرين بعد هدوء الأحوال لأنهم لا يثقون به وهذه كانت تجربتهم. أنا لا أقول إقبل برأيهم ولكن أقول إقبل بأن الرأيين صحيحين لأن كل منهما نسبي وقد لعب النظام طويلاً على هذه النسبية. الأولوية لحقن الدماء ولسلامة الوطن بكل مكوناته، ولا يهمني النظام ومستعد للتضحية به من أجل التوافق والتعايش. ولا أعني بالنظام الدولة ولكن أعني الرأس والرموز. أنا مع بقاء الدولة وبقاء الجيش وبقاء المخابرات لكن مع تحديد وظيفتها وفك ارتباطها بكل شاردة وواردة في الدولة عن طريق الموافقات الأمنية والترهيب. ولذلك أفضل أن أصرخ وأقول رأيي بدل أن أرمي اللوم على هذا أو ذاك. وقد تقرأ على صفحتي آراء صادمة لكنها نابعة من هذه النظرة التي شرحتها والقائمة على أقصاء رؤوس النظام وفك قبضة المخابرات على الجيش والدولة دون تحطيم هذه الأجهزة كلياً لأن كل دولة بحاجة إليها. لا أريد رئيساً سنياً فالديكتاتورية لا تعرف الطوائف، وعندي أصدقاء علويين ومسيحيين سأصوت لهم بطرفة عين في أية إنتخابات مقبلة وأعرف سنيين لن أصوت لهم لو طلعت الشمس عند المغرب. أما العرعور فله دور ودوره سعودي والسعودية لعبت نفس الدور في كل البلدان العربية من العراق إلى البحرين إلى سوريا إلى لبنان واليمن. وأتمنى أن يستطيع الناس إيجاد أصوات أخرى للإستماع إليها لكن أنت تعرف أن تضييق النظام يصب في النهاية في مصلحة العرعور والتجييش الطائفي. وبصراحة أقولها لك، بالنسبة لي التعدد الطائفي والقومي في سوريا نعمة ووقاية لنا جميعاً من حكم العراعير. أنظر إلى تركيات فالطوائف العلوية والبكداشية والمسيحية تصوت دائماً مع العلمانية واليسار