تعليق على مقالة فايز سارة
8 تموز، 2011
مقالة فايز سارة على الأوان "السوريون فيما يسبق"
تعليق على مقالة فايز سارة - نزيه كوثراني 6 تموز (يوليو) 18:58 يقتلون ويدمرون ..يختطفون ويعتقلون …دماءودماء وترويع من قبل القوى الأمنية القمعية السرية والعلنية ..الجميع يصرخ ويأتي الجواب كوابل من الرصاص انتظروا فنحن أصحاب الطريق الثالث نبحث الأمر بجدية ندرس كل الخيارات ونحاول أن نستثمر كل المعطيات لهزيمة السلطة المستبدة فالأمر ليس سهلا كما تتوقعون انه نظام همجي سنجرب كل الخيارات لاتتوقفوا.. تظاهروا.. انتفضوا …يشتد القمع أكثر وتعلن السلطة الهمجية عن بدء الحوار وتظهر جماعات في المؤتمرات ويتحرك إعلام السلطة الاستبدادية يمينا ويسارا ..ونزيف الشعب لايتوقف.. من شحذ سكين الجزار الدموي ..في الطرقات.. على عتبات المنازل في الزوايا المضيئة والمظلمة يقتل المواطن السوري بدم بارد ..دماء ودماء والصراخ يمتد عميقا أوقفوا المهزلة ..ويأتي الجواب من ناحية أخرى نحن أصحاب الرأي الثالث نفكر بعقلانية ونحلل المشهد السياسي برزانة. الثورة ليست لعبة قمار أو ضربة ساحر نعرف أن هناك مأساة ودماء أبرياء عزل كما نعرف قهر السلطة لكننا نخاف على الوطن والشعب من المجهول تريثوا فالسفينة في بحر هائج وهي تحتاج إلى ريس خبر غضب البحر وهجوم الأعاصير( ونحن نعكف على قراءة أدب البحر كما أبدعه حنا مينة ) ولا نريد أن نضيع أو نتيه في مأساة اكبر يأكل فيها بعضنا البعض هناك ألف طرطور وطرطور ..دماء ودماء أطفال وشباب في مقتبل العمر قتلوا برصاص قمع السلطة والنظام ممعن في الذبح من حماة إلى جسر الشغور ومن درعا إلى بانياس ..نساء اغتصبن في واضحة النهار لا يمكن أن تكون قوى القمع هذه سورية . وتمتد الصرخة عميقا أوقفوا المسرحية فالخفافيش ترقص فوق قاعات المؤتمرات نيتكم طيبة انتم أهلنا وأحباؤنا ولانشك في ألمكم وعذاباتكم وتقليبكم للأمور من كل الزوايا…. ويأتي الجواب سريعا نحن أصحاب الخيار الثالث لا ننام نفكر ونشتغل ونتواصل ليل نهار نعرف وقاحة السلطة وأنانيتها وعشقها الجنوني للسلطة لكن ما باليد حيلة علينا بالواقعية السياسية والتفكير الهادئ العقلاني .أين كانت تسكن حمى الطريق الثالث والرأي الثالث والخيار الثالث…ما هذه النظرية و الرؤية الثالثة الثاقبة والرزينة والهادئة والعقلانية …أثناء الاستقلال سمعنا عن الحزب السياسي الثالث وفي الاقتصاد الطريق اللاراسمالي الثالث وفي التصنيف الدولي الأخلاقي سمونا دولة العالم الثالث …ماسر هذا الثالث الذي يترفع عن الجميع ويعلن ما يشبه الحياد والموضوعية في الفكر والتفكير في الفعل والممارسة في الإعلان والبيان … نحن لانشكك بل نتساءل حول هذا الوعي الرائع المشبع بالديمقراطية وبعد النظر والرؤية الإستراتيجية الاستشرافية …في تونس برز التيار الثالث من اجل مصلحة البلد خوفا من المجهول وأيضا في مصر تحايل كثيرا الطريق الثالث ومنهم الإخوان ربحا لموقع في السلطة وفي اليمن مدد الرأي الثالث اللقاء المشترك من عمر النظام وسمح بتسلل مبادرة القوى المضادة للثورة …وهانحن في سوريا نجد الكثير من النخبة تتنافس على هذا الثالث وكل طرف يدعي انه الثالث أو الفرقة الناجية المنقدة للشعب …وحمام الدم يتواصل …أن تكون من الشعب فآنت خارج القانون ويستحيل أن تكون ثالث . والنظام أيضا منذ اندلاع الانتفاضة وهو يتحدث عن جهة ثالثة وهو طبعا لا يقصد المعارضة بل يتحدث عن تيار ثالث أو جهة ثالثة مندسة وسط الشعب وهي المسؤولة عن القتل والتدمير والعنف وهذه الجهة الثالثة كما يقول النظام هي التي تقف بين الشعب والنظام ليس من مصلحتها الحوار أو أن يكون هناك حوار .نحن إذن أمام مفهوم ايجابي للتيار الثالث تتبناه بعض القوى السياسية والنخبية وتطرح نفسها كخيار ثالث قادرعلى إنقاذ البلد وحقن الدماء وتحقيق التغيير السلمي .ومفهوم سلبي لجهة ثالثة تتبناه السلطة وتعلق عليه جرائمها البشعة وتمارس انطلاقا من ذلك التضليل الإعلامي والسياسي مجزرتها الرهيبة في حق الشعب الأعزل تمسكا بالسلطة الاستبدادية القهرية والدموية . وهنا تحضرني القصيدة الرائعة لأمل دنقل*** لاتصالح.. ولو قلدوك الذهب.. أترى حين أفقا عينيك. ثم اثبت جوهرتين محلهما . هل ترى هي أشياء لا تشترى . هل يصير دمي بين عينيك ماء . أتنسى ردائي الملطخ . تلبس فوق دمائي ثيابا مطرزة بالقصب لاتصالح على الدم حتى بدم لاتصالح ولو قيل رأس برأس أكل الرؤوس سواء . اقلب الغريب كقلب أخيك. أعيناه عينا أخيك. سيقولون جئناك كي تحقن الدم .. جئناك كن يا أمير الحكم .. سيقولون ها نحن أبناء عم .. قل لهم إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك .. كيف تنظر في يد من صافحوك فلا تبصر الدم في كل كف . إن سهما أتاني من الخلف سوف يجيئك من ألف خلف