تشظي الأحزاب في سوريا وانعدام أثرها
8 تموز، 2011
تشظي الأحزاب في سوريا وانعدام أثرها هناك أيضاً عوامل أخرى غير شخصنة العمل الحزبي حتى أصبح إسم الحزب مرتبطاً باسم القائد، وتشظي الأحزاب بفعل الإنشقاقات. أريد أن أذكر هنا: 1. ارتباط التحزب بالإيمان الايديولوجي الذي لا يتغير. فالأحزاب هي أيضاً مجموعةمن التكنوقراطيين والسياسيين الباحثين عن عمل ولذلك فإن الأيديولوجيا غير المرنة تمنع إلتفاف الناس حولهم. والناس في كثير من الأحيان لا تريد إختيار أيديولوجيا كاملة بل حلولاً آنية لمشاكل معينة. ولذلك اقتصرت الأحزاب على نخبة مثقفة أو ادعت ذلك وتعاملت مع الشعب بفوقية ووصاية ولا نزال نرى هذا الآن. 2. أيضاً يمكن أن نتكلم عن مسائل تنظيمية ضمن الأحزاب والهوس بقضية الإصطفاف وراء خط الحزب ومنع الإنشقاق حتى أصبح الحزبي مجرد روبوت يجتر أدبيات الحزب. 3. أخيراً، لقد أهملت الأحزاب الجانب المجتمعي والثقافي. الأحزاب مهووسة بالوصول إلى الحكم ومن ثم إقصاء الآخرين كما نرى الآن مع الإسلاميين في مصر وتونس وهم لا يعيرون أي اهتمام للمشاكل الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في المجتمع، حتى أنهم سيسوا النقابات والجمعيات وأفقدوها دورها الأصلي الذي هو دور مهني أو إقتصادي أو تثقيفي أو غيره. ومع غياب كثافة حقيقية لمؤسسات المجتمع المدني في ظل الديكتاتوريات لم تقدم أحزاب المعارضة أي بدائل عن الديكتاتورية فجاءت عقيمة عقم الديكتاتورية لأنها في الحقيقة لا تسعى إلا للحلول محل هذه الديكتاتورية. شخصياً لا أثق بالأحزاب الموجودة حالياً لقيادة المجتمع والدولة وأعتقد أنها إلى الآن تشكل عالة على الإنتفاضة بدل أن تكون داعمة لها أو حتى قائدة لها.