تساؤل عن أسباب الموقف الروسي من الثورة السورية

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

20 تموز، 2012

تساؤل عن أسباب الموقف الروسي من الثورة السورية بقلم حمد نظير الأتاسي عزيزي أحمد (سؤال من صديق): أحاول منذ سماعي لقرار الفيتو الروسي أن أحاول فهم هذا الموقف، هل هو فقط لمقارعة الاميركان والغرب؟ هل للعب دور في المنطقة فيما بعد؟ طيب اذا كان اعتمادهم على النظام او فلوله لتحقيق ذلك ، الا يرونه في مرحلة انهيار ؟ ام انه ليس كذلك؟ نعم عزيزي هو لمقارعة الأمريكان والغرب لكن هناك سبب وجيه جداً بالنسبة للروس عبر عنه حوار في أوردته الجزيرة بين كسينجر ورئيس خارجية سابق لروسيا. الظاهر كان الإتفاق ان يعلن مجلس الأمن فرض حظر طيران على ليبيا لكن الغرب استغل هذا وقام بعمليات عسكرية سريعة وبمباركة الجامعة العربية وأسقطوا القذافي وحظوظهم كبيرة أن يكون النظام الجديد موالياً لهم خاصة الجيش الذي أثبت أنه المؤسسة الوحيدة الضامنة لاستقرار أي حكم ديكتاتوري. يعني الروس خسروا حليفاً لهم وخسروا سوقاً لاسلحتهم وبضائعم وخبراتهم وحقل تجارب لاسلحتهم ومشاريعهم التنموية الفاشلة. وهو حليف هام جداً خاصة بعد خسارة مصر والعراق. بوتين رجل مخابرات وله أحلام إمبراطورية وهذه الخسارات تعتبر خسارات فادحة في اللعبة الإمبراطورية وتعزيز لدور أمريكا كقوة عظمى وحيدة في العالم. الآن الغرب سيسيطر على أسعار البترول والغاز كذلك، وستكون كلمته هي العليا في السياسة الدولة. في قاموس سياسة الدول الكبرى بالعامية ليبيا كانت خازوق كبير وروسيا لن تنساه وقررت أن ترد الصاع صاعين في سوريا لانها تعرف ان سوريا مهمة جداً لإسرائيل ولأمريكا وللتافهين الفرنسيين. هذه الأمور لا تبدو مهمة بالنسبة لنا لكني أعطيكم أمثلة مشابهة من التاريخ كانت نتيجة لصراع مصالح: إحتلال نابليون لمصر، دخول بريطانيا سوريا عام 1918 وخروجها منها عام 1920، الحرب الكورية 1950-1953. إذا خسرت روسيا سوريا فلن يكون لها دور في السياسة العالمية ولن يكون لها سوق كبير لأسلحتها وقمحها وغازها ولن يكون لها نفوذ عسكري خارج دولتها خاصة وأن أمريكا قد حاصرتها بالدرع الصاروخي. وقد طرح عدة أصدقاء فكرة هامة هي موقع روسيا كأكبر مصدر للغاز الطبيعي وهي تريد تحويل هذا إلى سطوة عالمية. بالنسبة لكل الديكتاتوريات السياسة الخارجية مهمة لأنها اللهاية التي يعطونها لشعوبهم ولأنها تعطي إحساساً لشعوبهم بأنهم دول عظمى مما يزيد الشعور القومي ويزيد من شرعية حكومات لا شرعية لها أصلاً. ونحن نعرف أهمية "الممانعة" وإسرائيل بالنسبة لديكتاتورية الأسد والحال نفسه ينطبق على كثير من الديكتاتوريات. حتى في أمريكا فإن السياسة الخارجية مهمة جداً بالنسبة لأي رئيس لأنها الإرث العالمي الذي سيتركه من نمط "أنا جعلت أمريكا أقوى دولة". وكذلك سألت زميلة في الجامعة مختصة بروسيا وقالت أن الحكم في روسيا ديكتاتوري مخابراتي متجذر وأن النظام هناك لا يحتمل فكرة إسقاط ثورة شعبية لنظام حكم وإلا فإن هذا سيعطي الطريق لمئات القوميات التي تتألف منها روسيا. وهناك مشكلة المسلمين في روسيا من شيشان وداغستان وقرم وغيرهم، هل تحتمل روسيا ثورة إسلامية جديدة؟وكذلك الحال بالنسبة للصين فهي لن تسمح لأي ثورة شعبية سلمية أن تنجح خاصة في عصر التكنولوجيا لأن هذا سيفتح عليهم باباً هائلاً. حتى أوروبا وامريكا لا يريدون نجاح أية ثورة وإلا فالمسألة بسيطة وممكنة وغداً ستشاهدون آلاف الناس في إسبانيا واليونان وإيطاليا يطالبون بإسقاط النظام وينجحون في أسبوعين من المظاهرات والأغاني الثورية. إحدى أهم ميزات المجتمع المدني الذي يروج له الغرب هو أن الحركات الشعبية تمر عبر مؤسسات مصرّح لها وغالباً ما تنتهي بمنظمات حقوقية تقيم دعاوي ضد الحكومة وهذا أسهل من ثورة شعبية تكتسح الشوارع. الوول ستريت لا يحب الثورات الشعبية، وهل لاحظتم أن الأمريكان بشكل عام لا يحبون التظاهر سوءاً كانوا يميناً أو يساراً ويفضلون كتابة العوارض ورفع الدعاوى القضائية. أما بالنسبة للفيتو فهو لعبة قذرة متفق عليها بين الغرب والروس. أوباما عنده سياسة تأجيل كل شيء لما بعد الإنتخابات وطلب من كل حلفائه عدم تأجيج المسالة السورية حتى لا يكون محرجاً ومضطراً للتدخل. والفيتو الروسي ياتي لينقذه في كل مرة يرنكب فيها بشار الاسد مجزرة ولا تفعل أمريكا شيئاً. أمريكا يجب أن تفعل شيئاً وإلا تحطمت صورتها كشرطية العالم وحامية الحرية والديمقراطية وهذه أيديولوجيا مضحكة لكنها مهمة جداً بالنسبة للأمريكان فهم يتعلمونها في مدارسهم كما نتعلم نحن القومية العربية. أمريكا شعب الله المختار ونبراس الحرية ومنارة الديمقراطية للشعوب، حقيقة هذا ما يتعلمونه. وبجميع الأحوال الغرب لا يريد تغيير النظام في سورية لانهم لا يحبون الأنظمة الإسلامية مهما كان شكلها خاصة في سوريا ولبنان والأردن (نظرتهم لمصر تغيرت وله الآن علاقات قوية مع الإخوان بدأت منذ عدة سنوات) ولذلك فهم يريدون إضعاف جميع الأطراف لفرض الحل اليمني عليهم أي التغيير السلمي للسلطة والإحتفاظ بهيكل النظام وجزء كبير من عناصره مع تغييرات طفيفة في الحكومة. وفي الحقيقة هذا هو دور المجلس الوطني ولذلك يتشبث به الأتراك والفرنسيون والأمريكان مع أنه لا يسوى فرنك. بدهم ناس تقبل التفاوض وبعض المناصب وتكون بعيدة عن الثورة والمسلحين والشباب الثائر. باقي 4 اشهر على انتخابات أمريكا وسترون التغيير بعدها. طبعاً الأمريكان ليسوا بهذا الذكاء وهناك أمور كثيرة لا يعرفونها ولا يعيرونها أي اهتمام، مثل قدرة الشعب على لإعتماد على نفسه وفرض أجندته، ولذلك أنا حريص على توحيد الصف وإصلاح المجلس الوطني إصلاحاً جذريا وتوحيد المقاتلين حتى لا يتمكن الغرب والروس من تمرير حلهم اليمني علينا. لكن للأسف هناك عدد هائل من السوريين المتعودين على الإنبطاح وعدد أكبر من السوريين المتعودين على العقلية الديكتاتورية الإقصائية وعدد أكبر من الناس المتفرجة. أنا أدعم الكتائب المقاتلة رغم فوضوية تنظيمها لأنه ستكون الورقة الرابحة الأقوى بيد السوريين في لعبة الدول العظمى من أجل فرض رغبتهم وتحقيق طموحاتهم في دولة مستقلة لها قرارها الذاتي. وأعادي المجلس الوطني الحالي لأنه الحلقة الأضعف والأكثر إنبطاحية للغرب من علمانيين وإخوان على حد سواء