بعد إنتهاء عاصفة التصفيق، لنعد إلى العمل

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

2 تشرين الأول، 2011

بعد إنتهاء عاصفة التصفيق، لنعد إلى العمل بقلم أحمد نظير الأتاسي إخواني بعد هذه الأشهر الصعبة وكل التخبيص اللي صار من ناحية من يسمون أنفسهم سياسيين، وكل الشغل اللي عملوه الجنود الحقيقيين المجهولين في المظاهرات والداخل والجنود الداعمين في جماعات الخارج والمجهولين أيضاً، اتخذت قراراً قبل إعلان المجلس ولا أزال أتمسك به بشدة وهو أن يكون عملي نقدياً أكثر منه تشجيع وتصفيق وانتظار وذلك للأسباب التالية: أولاً، لقد أثبتت كل المجالس السابقة التي فشلت وكل المبادرات الشخصية التي جرت وراء أبواب مغلقة وكل قائمة أسماء تم اختيارها بطرق غير ديمقراطية وغير شفافة، وهذا يشمل المجلس الأخير، كل هذه التجارب أثبتت أن الوسط السياسي السوري يعاني من أمراض خطيرة في التنظيم والتداول والتنسيق والتشاور والصراعات الأيديولوجية العقيمة وتضخم الأنا وحب الظهور دون رادع من عذابات الناس ونقص الشفافية وجهل بالأساليب الديمقراطية وانعدام الأولويات والإقتصار على وسط معين مغلق من الناس ممن يعتبرون أنفسهم طليعة مثقفة تمثل الشعب فقط لأنها تعتقد أنها دفعت ثمناً ما في يوم ما. ثانياً هذه النواقص البنيوية الخطيرة ستهدد عمل أي مجلس بما فيها المجلس الحالي ولذلك لا يجب أبداً الوثوق الأعمى بأي مجلس كما يجب المثابرة ومتابعة الجهود التي بدأتها المجموعات الداعمة للثورة المنتشرة في كل أرجاء العالم. هذه المجموعات لا يجب أن تنضوي وتذوب في المجلس إلا بعد أن تتأكد من سلامة ونجاعة الإجراءات التي ستتخذها اللجان المنبثقة عن هذا المجلس في الإختصاصات المختلفة. وأؤكد لكم أن المجموعات الداعمة لديها من الخبرة وحسن التنظيم والإرتباطات الميدانية ما يفوق خبرات هذا المجلس الذي سيعتمد على تعيين الأصدقاء والمقربين من دون شفافية ودون دعوات توظيف. ثالثاً، لا أحد يعلم هيكلية المجلس وكيفية اتخاذ القرارات فيه وهل ستكون هناك جمعية عامة لكل الأعضاء تقوم بالتصويت على القرارات أو ستكون هناك لجنة سياسية أو تنفيذية على عادة الأحزاب السورية تقوم بفرض نظرتها وآرائها وتتخذ دور الزعيم الملهم أو القائد البطل الذي لا يخطئ أو المخلص المنتظر. إن المشاركين في هذا المجلس كما في غيره هم ممن امتهن السياسة والصراع الأيديولوجي العقيم وإقصاء الأعداء الأيديولوجيين والإستحواذ على السلطة والتعصب للرأي وهم لا علم لهم بما تحتاجه الثورة على الأرض من قيادة ميدانية ودعم إغاثي ومساعدة لوجستية وجهد إستخباراتي وتوجيه عسكري. حتى تعريف دور ومهام المجلس غائمة وتقوم على التفاوض مع الدول الكبرى لفرض عقوبات أو لاستجداء قرارات إدانة. يعني بروظة وسفرات واجتماعات وبيانات لا تغني. ورغم أهمية هذه الأعمال وحاجتنا إليها إلا أن إسقاط النظام لن يكون بحركة عصا سحرية من أمريكا أو فرنسا. كما نرى الآن في حالة الرستن وفي حالة حمص عامة أن إسقاط النظام يحتاج إلى أنواع مختلفة من الفعاليات بعضها تنظيمي وبعضها إستخباراتي وبعضها عسكري نوعي وبعضها سياسي دبلوماسي. ولا أرى حتى الآن إلا الحركات السياسية المعهودة في التاريخ السوري من تأسيس مجلس تنفيذي وأمانة عامة ومكتب سياسي وما إلى ذلك من الهيكلية المأخوذة عن الأحزاب القديمة الديكتاتورية. المجلس بحاجة إلى أن يرى نفسه كشركة وليس كدولة أي يجب أن يكون له أهداف ومهمات مرحلية وآليات تنفيذ وآليات مراقبة الجودة. العمل الدبلوماسي ليس إلا جزءاً بسيطاً من عمل المجلس ولكنه سيكون الأكثر بروزاً إعلامياً وهذا خطير لأننا بحاجة إلى تعبئة الناس وتنظيم جهودهم أكثر من البروظة السياسية. رابعاً،من يعتقد أني غاضب ومتشائم وفاقد للثقة بالسياسيين، فهذا والله صحيح ولا أخجل منه وسأستمر عليه حتى تتحقق أهداف الثورة ليس فقط بإسقاط النظام وإنما بإنشاء دولة ديمقراطية تؤمن بالحرية وسيادة القانون وتداول السلطة مهما كان توجهها العقائدي إسلاموي أو علماني أو قومي أو مريخي. لأن عهد الأيديولوجيات ولى وعهد النتائج الملموسة دخل. ولذلك سأنتقد وأشير إلى النواقص والأخطاء مع الإعتراف بالنتائج والإنجازات. وأول ما أشير إليه اليوم هو أن آلية تشكيل المجلس لم تختلف عن المجالس السابقة إلا بأنها نجحت بتمثيل كل الأطراف المتصارعة على البروز واحتلال الساحة السياسية السورية الحالية والمستقبلية. الأشخاص نفسهم الذي كانوا يجتمعون منفصلين ليخرجوا علينا بمجلس، اجتمعوا اليوم كلهم وخرجوا بمجلس آخر ينقصه الإنتخاب والترشيح وتنافس الكفاءات وشفافية الإختيار. كانوا يتشاجرون من سيأخذ الكعكة كلها واليوم اتفقوا على تقاسمها فلا اختلاف عندي في المنهاج والأسلوب بين الحالتين. وليكن واضحاً أشد الوضوح أن هذا المجلس لا يمثل أحداً وإنما هو مفوض لينجز مهمة محددة، ولذلك شبهت المجلس بالشركة وليس بالدولة أو مجلس الشعب. وعلى المشاركين فيه أن يفهموا أنه ليس مجلساً إنتقالياً لاستلام السلطة الشرعية ولا مجلساً تأسيسياً للدولة الجديدة وذلك لانعدام الإنتخاب فيه وإنما هو إئتلاف لجميع الفاعلين، وحتى غير الفاعلين، لتحقيق هدف إسقاط النظام بأقل قدر من الخسائر. وأخشى فيما أخشاه أن يكون مجلساً لاقتسام السلطة بين أحزاب أثبتت في معظمها فشلها الأيديولوجي والعملي وعجزها عن مراجعة تاريخها والإستفادة من أخطائها والإنفتاح على التجارب العالمية الجديدة. فليفسحوا المجال أمام الأفكار الشابة الجديدة والطاقات الشابة والكفاءات الشابة. خامساً، المال!!! من أين ستأتون بالأموال لتسيير أعمالكم؟ أين سيكون مقركم؟ أم أنكم ستجتمعون على سكايب مثلنا؟ ماهي لجانكم وماهي خططكم المرحلية وماهي أولوياتكم؟ كيف ستسقطون النظام؟ وماذا تعنون بإسقاط النظام؟ ولا تقولوا هلق وصلنا، فهذا غير مقبول، قولوا هلق أتفقنا بعد فشل أشهر وقد سبقكم الجميع في العمل والتنظيم والدعم. كيف ومتى ستحلون المجلس؟ ومن سيخلفكم؟ هل ستعملون على تشكيل مجلس تأسيسي يخلفكم أو ستنتهي الأمور بمجلس ثوري أخرق يقود البلد إلى ديكتاتورية أخرى تحتمي وراء الشرعية الثورية. ماذا ستفعلون بآلاف الموالين مع النظام؟ كيف ستتفادون الفوضى والإقتتال الأهلي؟ ما هي علاقتكم بجيش سوريا الحر؟ هل تدعمون أعماله؟ ما هو تعريف سلمية الثورة؟ هلى تستطيعون إدخال أموال لدعم الداخل؟ هل ستستفيدون من خبرات الجماعات الداعمة السابقة لكم أو أنكم ستعيدون اختراع العجلات "بمعرفتكم"؟ أخيراً، ما قضية هذه التفاهات الدائرة على الألسنة من أن الثورة كذا أو كذا، علمانية أو إسلاموية أو جهادية؟ هل سينتهي التكفير وادعاء الأحقية؟ أم ستستمر هذه الإتهامات كانعكاس للخلافات داخل المجلس ومحاولات التسلق وتحويل المجلس إلى مجلس قيادة ثورة على النمط البعثي ومشروع مجلس حاكم؟ لا نفهم معنى الدولة المدنية فبالله عليكم اشرحوا لنا حتى لا نتقاتل في النهاية ونخسر بعضنا. أنا لا أكتب وأنتقد بقصد التهديم وأعرف أن المجلس إنجاز بالنسبة للمشاركين فيه ومشاكلهم العقيمة، لكني أريد إنجازاً على مستوى تضحيات الناس في الداخل ولذلك رأيت أن موقع الناقد أفضل بكثير من موقع المصفق. مع ذلك فأنا سأدعمهم وذلك بنقدي لهم حتى لا يغرقوا مرة أخرى قي جنون العظمة وامتلاك الحقيقة والأساليب الملتوية والإنتهازية والتسلق وانعدام الشفافية وعدم القدرة على رؤية الخطأ والإعتراف به أي على مراجعة الذات. وأصدقكم القول أنا غير متفاءل بهم وإنما متفائل باحتمال أن يتغربلوا ويظهر منهم قياديون حقيقيون هذا إذا سمح الحاليون بدخول دم جديد ولم يستولوا هم وأصدقاؤهم على المناصب. ولا أستثني أحداً لا من بني علمان ولا من بني حاكمية المشايخ