الزعامة والمؤسسة، نمطان يتجاذبان الثورة السورية

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

24 آب، 2011

الزعامة والمؤسسة، نمطان يتجاذبان الثورة السورية عذراً من الجميع. الإسم أحمد نظير الأتاسي أستاذ تاريخ شرق أوسطي وقاطن في أمريكا ولا علاقة لي بأي حزب أو تنسيقية. ما أراه هو فعلاً صراع نمط قديم ونمط جديد في القيادة. العادة في سوريا القيادة تكون باسلوب الزعامة وتبعية الأفراد والمنافسة على الكرسي وتجميع كل الصلاحيات بيد واحدة وانعدام الشفافية والتشاور والتمثيل الحقيقي لأن الجميع يخشى أن تضيع الفرصة للوصول للزعامة حيث الزعيم عادة يقضي على خصومه. وهذا ما نزال نراه في المعارضة وحتى في التنسيقيات. وهناك نمط جديد يطالب بالتمثيل والشفافية والتشاور وتداول القيادة والمؤسسات حيث قواعد اللعبة معروفة. وأرى انحساراً في التنافس ورغب في الإنخراط ضمن منظمات تؤطر فعالية الفرد نحو هدف واحد. كما قال أحد المعلقين الناس لا تعرف التنسيقيات ولا لجان التسيق ولا الهيئة. يعني الناس عندها ثقة بحسن النوايا والعمل نحو هدف واحد لتحقيقه ثم تبدأ الصراعات الأيديولوجية. طبعاً لا يخفى أن كثيرين يحاولون صبغ الثورة بصبغتهم وأتمنى أن يتوقفوا عن هذا. المفروض أن التنسيقيات تتواصل مع بعضها إما مباشرة وإما عن طريق أطراف في الخارج. عند التظاهر يجب أن تكون هناك لافتة تنسب المظاهرة إلى التنسيقية التي نظمتها وبهذا نعرف وجودهم الحقيقي. ولو كامو خمسة أشخاص لكنهم يمثلون حارة كاملة ولهم كلمة على الأرض. كذلك أقترح الإبتعاد عن التنظيم الهرمي المتبع في الأحزاب والإعتماد أكثر على التنظيم الشبكي أو الطاولة المستديرة. وهذا يبدأ بالإتفاق على قواسم مشتركة غير أيديولوجية وتنسيق العمل وأن تكون هناك هيئة تجمع المبادرات والأفكار وتوزعها على التنسيقيات وعند الوصول إلى قرار بعد تعديلات تراكمية يتم التعميم والإلتزام. التنسيقيات دورها عملي ولا مانع أن تكون هناك مجموعات حزبية أو أيديولوجية وتكون التنسيقية المكان الذي يتفقون فيه على الفعاليات وطريقة تنفيذها. التنسيقيات ليست أحزابز وهنا نصل إلى الشق الثاني. أي الأحزاب، وهؤلاء يمكن أن يقرروا تشكيل مجلس تنسيقي أيضاً لأعمالهم السياسية. ثم تكون المؤتمرات الأماكن المثالية لتشكيل لجان عمل مثل اللجنة الدبلوماسية واللجنة المالية واللجنة الإستشارية ولجنة التخطيط. كل هذه اللجان تقد تقارير لمجلس مشترك من التنسيقيات والأحزاب يقرر الخطوط العامة لمسيرة الثورة. نعم الدعم الدولي ضروري وهو مسألة شائكة لكن الهدف هو التفاوض مع الداعمين بأقل قدر ممكن من التنازلات والشروط. إذا كان هذا الطرف لا يزال خائفاً من ذاك الطرف فهذا يعني أن الثقة معدومة وأن هدف كل طرف ركوب الموجة والإستيلاء على الحكم. يجب أن يوقع كل مشار في اللجان والمؤتمرات وثيقة تقضي بأن الشرعية الثورية تُترجم إلى دولة وليس إلى منصب. أي لا يحق لأحد أن يطالب بمنصب لأنه كان ثائراً وإلا أصبحنا مثل الجزائر بعد الإستقلال. الشعية تأتي من صناديق الإقترع فقط وذلك بعد الثورة. يجب أن يتوصل جميع الاطراف إلى إتفاق بإعطاء ضمانات للأطراف الأخرى مثل هذه الوثيقة أو مثل التعهد بعدم تحويل التنسيقيات لاحقاً إلى خلايا حزبية أو تعهد التنسيقيات بأن تحل نفسها وأن يدخل أعضاؤها الإنتخابات عن طريق صندوق الإقتراع وليس الشرعية الثورية أو أن تمتنع التسيقيات عن دعم أي طرف سياسي في إنتخابات لاحقة وأن تنحل أو تصبح منظمات مجتمع مدني. وإذا تحولت إلى خلايا حزبية تسقط عنها صفة التنسيقية مباشرة. أخيراً لا بد من الشفافية. ولا نريد أن يخرج علينا أحدهم ليقول أنتم تمثلون وأنتم لا تمثلون أو أنا أتكل بإسن الثوار أو نحن جماعة سرية لكن أحسبوا حسابنا. من أنتم؟ أرونا لافتاتكم في المظاهرات وهذه ستكون صك دخولكم لعدم قدرة الناس على الإنتخاب الآن. أما في الخارج فمن المعيب اللجوء إلى هذه الإجتماعات بالدعوة الخاصة، والتعالي على الناس من نمط صار لنا أسبوعين نشتغل، يعني لم يطلب منكم أحد والآن تريدني أن أعتبرك ممثلي لأنك قررت أن تستغل أسبوعين. المعارضة في الخارج تستطيع أن تقوم بانتخابات حقيقية. وكفى تحامي بالدول والداعمين الماليين. الذي ليس له وجود بين الناس ولا ينتخبه أحد لن يكون في اللجان والمؤتمرات. أنا مستعد لوضع إسمي على أول لائحة إنتخابية في الولايات المتحدة مع عنواني ورقم تليفون، وبهذا نستطيع ضبط جمع الأصوات وفرزها كأن يكون في كل منطقة شخص مسؤول عن اللوائح الإنتخابية وجمع أسماء الناخبين. الحلول دائماً موجودة لكن الثقة على ما يبدو غير موجودة