أحرار الشام

من Wiki Akhbar
اذهب إلى: تصفح، ابحث

4 آذار، 2016-وثائقي عن أحرار الشام

أحرار الشام

وثائقي مفيد مهما كانت نقائصه. لا أطلب من المتفرج التعاطف مع او الغضب على أي فصيل لكن أتمنى أن يطرح المستمع على نفسه أسئلة جذرية مثل: ما هي العلاقة بين ما نتعلمه من الدين في الجوامع وبين نشوء مثل هذا التيارات الجهادية؟ هل يجب فعلاً ربط الإسلام بالدولة؟ هل الجهاد مسألة فردية يفتي فيها شخص أو مجموعة أشخاص أم أنها مسألة مجتمع كامل؟ هذا على مكستوى السردية الخاصة بأحرار الشام والجهاديين عموماً. أما على المستوى المعرفة السوسيولوجية فيمكن أن نسأل: كيف ينتج مجتمع أشخاصاً كهؤلاء يسعون إلى حلم خلاصي طهراني ولو أدى إلى تدمير كل شيء؟ كيف تبني دولة لجميع أفرادها وليس دولة أهل المنهج النخبوية الإقصائية؟ هل هؤلاء نتاج الإسلام كدين أم نتاج مأزق إجتماعي-سياسي أدى إلى طريق مسدود (باعتبار أن كل المجتمعات قد تنتج مثل هؤلاء الأشخاص)؟ كيف تبني مجتمعاً ودولة في حالة فوضى تعطي لأي إنسان مهما كانت مؤهلاته "فرصة الوصول"؟

4 آذار، 2016-نحو منهج رشيد

أبو أيمن الحموي نحو منهج رشيد

"نحو منهج رشيد" لأبي ايمن الحموي. هذا منظر من منظري حركة أحرار الشام ينتقد فيه الحركات السلفية الجهادية (النجدية السعودية بالتحديد) ويعبر عن ما يسمى "الفكر الإصلاحي لحركة أحرار الشام" أو مراجعات الحركة التي قام بها قادتها الذين قضوا بتفجير غامض منذ عام. أولاً كلامه لا ينطبق فقط على "الجهاديين" بل على كل أنواع الثورجيين من شيوعيين وفاشيين وقوميين وفوضويين وغيرهم. ثانياً، كيف يمكن لإنسان أيديولوجي أن "يصلح المنهج" بأن يتهم الآخرين بانحرافات؟ الآخرون يتهمونه بانحرافات أيضاً وانتهت القضية، إنه صراع بين قيل وقال. ثالثاً، كيف يمكن أن نتوقع أي شيء واقعي وعملي (ولا أقول بناء أمة ودولة) من أشخاص يحكمون على العالم وعلى الآخرين من خلال منظار أخلاقي وطهراني (داخل المنهج وخارج المنهج)؟ رابعاً، هل لاحظتم في وثائقي الجزيرة عن أحرار الشام أن القيادات كلها ولدت في الثمانينات وبعدها وشاركت في الجهاد العراقي؟ إن نظرتهم للدنيا محكومة بتجربة قتالية أولاً وبصراع كوني (معركة القرآن) بين الخير والشر ثانياً، بالإضافة إلى كونهم من جيل شاب (وأرعن) لا يعرف إلا الحرب. إنها نظرة مثالية ثنائية "مراهِقة" ومغرقة في الأيديولوجية. وإن إصرارهم على أن الإسلام ليس فقط عبادات ولا فقط سلوك وأخلاق بل في الدرجة الأولى دولة لا يمكن للإسلام وأخلاقه أن يوجدا بدون تلك الدولة. إنها نظرة سلطوية إلى الحياة تجعل من الغلبة "أو التمكين" (أي غلبة النخبة) أساس بناء المجتمع (المجتمع والدولة يصبحان شيئاً واحداً). إنها لا تعترف بمجتمع أهلي بل فقط بمجتمع سياسي متماهي مع دولة الأخلاق التي تستخدم العنف لفرض الأخلاق الحميدة وليس تأمين مصالح جميع الأفراد. هذا بالتحديد ما ينتجه المشايخ في المساجد بدروسهم وفهمهم للتاريخ الإسلامي. وبمقتضى هذا الفهم للإسلام يكون الرسول نبياً ومشرعاً وحاكماً في الوقت نفسه دون انفصال بين هذه الصفات، ويكون الدين أولاً وأخيراً أداة لبناء دولة الغلبة، وتكون الأخلاق معيار الفرز بين المواطنين الذي تقوم به الدولة بقوة العنف. إنها الدولة المتعالية التي لا تقدم أية خدمات للمواطنين وإنما تقوم سلوكهم ولا تكون مساءلة من قبلهم لأنها تحمل المثال ولا يمكن إلا للمثال أن يسائلها. هذا ما يقدمه المشايخ في المساجد عندما يتحدثون عن السيرة النبوية والصحابة والسلف الصالح، أي عن المجتمع-الدولة المثال. هذا المثال عبارة عن ومضة ضوء انبعثت ودامت عدة عقود ثم اختفت وأصبحت حياة المسلمين في كل الأجيال (حسب النظرية) جرياً وراء لحظة المثال الضائعة وسلسلة لا تنتهي من خيبات الأمل، الفشل في استرجاع ماض قديم مغرق في القدم لم يبق منه إلا كلمات في كتب صفراء. القرآن لم يتكلم عن مجتمع مثالي وإنما تكلم عن جماعة من المؤمنين يعيشون في مجتمع أكبر وينادون بفكرة دينية (أما الإسلام الشامل أو الشمولي فأعتقد أنه فكرة حديثة). هؤلاء المؤمنون ليسوا ملائكة ولم يزعم القرآن أنهم كذلك، ولو كانوا ملائكة لما أعطاهم القرآن كل هذه الدروس في الأخلاق والمعاملات. القرآن كتاب سياسي فيه الكثير من المجادلات والمناظرات مع الخصوم. إنه كتاب ذلك الزمان وليس كتاب سنن كونية تمظهرت في حياة الرسول. ليست كل كلمة وخطوة للرسول ولصحابته مثال لسنن كونية لا تتغير. الإله خلق الكون وجعل التغيير سنته الأولى فكيف يمكن أن يعطي "قواعد" لا تتغير. هذا الفهم المشيخي السياسي للإسلام والذي نادى به الإخوان المسلمون ثم جهاديو سلفية السعودية ليس إلا طريقاً مسدوداً يتباكون فيه على سلطتهم الضائعة بدل أن يتأقلموا مع متغيرات العصر. الشريعة ليست قانوناً إلهياً أزلياً، إنها كغيرها من أمور الحياة مرحلة يجب أن يتخطاها المستقبل لأن الزمن يؤدي إلى تراكم الخبرات. مرور الزمن لا يعني الإبتعاد عن التجربة المحمدية المثالية وإنما يعني إغناء هذه التجربة بالمراكمة عليها وليس العودة إليها. لا يمكن أن نعكس حركة الزمان. هؤلاء المجاهدون وبعد عشرين عاماً، أي حين يصبحون مسنين، سيعتذرون عن "توريطنا في معارك دونكيشوتية" (كما قال أبو يزن الشامي-أحرار الشام) فهل يمكن الإعتذار فعلاً عن الدمار وهل يكون للمؤمن المجتهد المخطئ أجر واحد إذا كان خطؤه دماراً وقتلاً؟