ترتيب السور حسب الأتاسي
- الترتيب حسب النزول: عندما حاولت للمرة الأولى أن أكتشف التسلسل الزمني لنزول الأيات، رتبتها حسب الزعم الموجود في مقدمة كل سورة تحت عنوها. فمثلاً نجد العبارة المعتادة التالية "سورة س نزلت قبل سورة ع". لكن هذا التسلسل لم يكن مرضياً لي حسب ما بينت في موضع آخر. كما لم يكن مرضياً لكثير من الباحثين قبلي. وأما الإستعانة بالنصوص المسماة أسباب النزول فلم تؤد إلى أية نتيجة جوهرية، فهذه الروايات لا تعدو كونها أخباراً مختلقة وملحقة بالسيرة النبوية.
- عامل الزمن في الجدال: ثم فكرت أن القرآن كما يصف نفسه ليس إلا (ذكراً)، فهو إذاً إما موعظة وتذكرة أو جدال مع خصوم ومحاولة لكسبهم إلى حظيرة الإيمان بشتى أسليب المحاورة والجدل. فإذا كان هذا صحيحاً، وكأي جدال بين طرفين على نقيض من الرأي، فلا بد لكل طرف، ومع مرور الزمن، أن يغير من حجته وأسلوب عرضه. كما أن مفاهيم الطرفين وأفكارهما لا بد أن تنضج وتتبلور مع طول الجدال أيضاً. وكما يبين القرآن فإن الكفار كانوا يتحدّون النبي باتهامات وأسئلة كثيرة متغيرة. كما اتهموه بالجنون والكهانة والشعر والسعي في الأسواق ونكران النشور وتكرار أساطير الأولين. وكما سألوه عن الخلق وموعد يوم القيامة وصفة جهنم وقصة ذي القرنين. وفي كل مرة كان القرآن يرد عليهم مكرراً بعض الحجج وسائقاً حججاً جديدة. وفي كل مرة تبرز في الجدال حجة قوية محبوكة في جملة محمّلة بالمعاني المؤثرة. إذن، إذا كان جدال الطرفين يتبدل مع الزمن في بعض النواحي التعبيرية، وإن كان الجوهر ذاته فكيف نكتشف عامل الزمن في هذا التغيّر؟ وإذا اكتشفتا الزمن فكيف نكتشف إتجاهه؟ أي كيف نعرف أن تغيراً معيناً طرأ بعد أو قبل تغير آخر؟ ظهر لي واضحاً بعد فترة أن كثيراً من لغة القرآن وتعابيره قد وصلت مرحلة النضج قبل نزول السور، وما كان على الطرفين إلا أن يضعا موضع الإستعمال أسراباً من التعابير والمصطلحات التي كان الطرفان كلاهما يعرفانها.
- تعابير لغوية-دينية ناضجة:إن كثيراً من التعابير والحجج المستخدمة في الجدل كانت موجودة من قبل ولا بد أن دعاة المسيحية واليهودية قد اسخدموها من قبل في دعوتهم للوثنيين العرب لجذبهم إلى الديانتين التوحيديتين. فبعض التعابير القرآنية هي ترجمة أو إستعارة من الجدالات المسيحية-اليهودية أو المسيحية-الوثنية خاصة وأن وسط (نجد) وغرب (الحجاز) الجزيرة العربية إلى سيناء كانا لا يزالان وثنيين وكانا وجهة للعديد من دعاة المسيحية واليهودية. لا بل إن كثيراً من العرب كانوا قد تنصروا أو تهودوا منذ زمن وكانت لهم معابدهم التي لا أشك أن العربية كانت لغة بعض طقوسها إن لم تكن لغة كل طقوسها. هذا عدا عن الطقوس الوثنية التى كانت تقام بالعربية فقط. ما أريد قوله هو أن العربية في زمن النبي محمد كانت لغة دينية حضرية إضافة إلا كونها لغة بدوية شعرية. ولذلك نقول للأستاذ طه حسين لا تعجب أن القرآن مختلف عن الشعر الجاهلي كما تختلف لغة الجريدة اليوم عن لغة الشعر الشعبي.
- عامل الزمن في مفهومي الكتاب والإيمان: ثم استوقفتني الآية الثانية والخمسون من سورة الشورى حيث تقول (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ) وما أفهمه هنا هو أن النبي محمد لم يكن يعرف "ما الكتاب" قبل أن يبينه الله له. ولكن التوراة "كتاب الله" كانت معروفة، فما الجديد إذاً في مفهوم "الكتاب" الذي لم يكن لمحمد به علم؟ إنه كتاب الحكمة الإلهية (الأحكام والتشريعات والأوامر والنواهي؛ حياة الناس والقدر ليست إلا قرارات إلهية)، إذن يجب أن أصل إلى صميم فكرتي وهو التالي: إذا كانت محاولاتي السابقة لترتيب السور زمنياً لم تجد نفعاً لأن ما حسبته متغيراً (أي بعض الكلمات والتعابير) وحاملاً لأثر الزمن لم يكن كذلك. وإذا كان مفهوما "الكتاب" و"الإيمان" هما المتغيران الحقيقيان، فلم لا أجرب ترتيب السور حسب تطورهما أو تطور صيغ تطور عرضهما في السور المختلفة.
- عامل الزمن في مراحل النبوة وقصة المؤمنين: هناك بالطبع عناصر قصصية في القرأن تحمل أثر الزمن أيضاً ألا وهي مراحل النبوة فهناك مرحلة التكذيب في مكة، ومرحلة الهجرة، ومرحلة الجهاد والمنافقين ومرحلة الإنتصار والفتح. وهذه المراحل حسب السيرة النبوية تتابعت زمنياً ولم لا فأي صراع سيمر بذات المراحل أي: البداية ثم الصراع ومن ثم الحل.
- الزمر والأجزاء: بالطبع سيكون من الصعب سلسلة السور الواحدة بعد الأخرى زمنياً فليست كل السور طويلة كفاية ولا كلها تعالج الموضوع نفسه، ولهذا فإن نسب إحتواء السور على آثار الزمن متفاوة. ولا يمكنني والحالة هذه إلا جمع عدة سور أرى تقاربها زمنياً في زمرة واحدة دون أن أسلسل السور داخل الزمرة الواحدة. وكل مجموعة من الزمر توحدها عناصر في الزمن والتاريخ والمواضيع المحورية. لذلك جمعت الزمر في أجزاء (لا علاقة لها بتجزيء القرآن المعروف).
- القراءة المسرحية - إبراز الصوت والجدل والجهارة: عندما قرأت القرآن كاملاً لأول مرة وكان ذلك في غضون خمسة أيام خطر لي خاطر لا يزال يرافقني إلى الآن بعد مرور ستة عشر عاماً على هذه الحادثة. الخاطر هو أن القراءة التجويدية التي يقوم بها شخص واحد لا تؤدي المعنى ولا الأثر المطلوبين، لأن المتكلم/المخاطِب والمخاطَب يتغيران أكثر من مرة في مسافة عدة آيات؛ هذا عدا عن تغير الراوي والشخص موضوع الحديث. فمرة يكون الأسلوب سردياً بصيغة الغائب (هو/هي/هم/هن) ثم يصبح تقريرياً بصيغة المتكلم (أنا/نحن) ثم خطابياً موجهاً إلى شخص أو أكثر (أنتَ/أنتما/أنتم/أنتن)؛ وهذا ما نسميه الصوت (الصوت التقريري والصوت الخطابي). وهذا طبيعي إذا ما نظرنا إلى الآية الواحدة والخمسين من سورة الشورى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) فالمخاطِب إذن هو الوحي وأحياناً الله نفسه، والمخاطَب هو النبي أو المؤمنون أو خصومهم، وأحياناً يُطلَب من النبي أن يتكلم باسمه وهو الطلب المعبَّر عنه بكلمة (قل). وأخيراً فإن مقاطع كثيرة في القرآن ما هي إلى حوارات بين شخصيات القصة فنوح يتكلم وإبراهيم كذلك بصيغة (أنا) وقومهما يتكلمون بصيغة (نحن). والحالة هذه، تخيلت السورة نصاً مسرحياً لا يمكن فهمه إلا إذا قرأه عدة أشخاص فيما يشبه الحوار أو الجدال، وأحياناً في بعض المواضع كأداء فردي (مونولوج).
ما دفعني لتخيل هذه الطريقة الأدائية لإظهار المعنى والأثر في المستمع هو كلمة قرآن. زعم كثيرون من الباحثين الغربيين أن الكلمة إستعارة من السريانية، وهذا لا ضير فيه فقد عرف القدماء إستخدام القرآن لكثير من الكلمات غير العربية فهم لم يكونوا في معزل عن جيرانهم وأبناء مدنهم الآراميين والسريان. وأنا في الحقيقة أقرّ هذا الرأي لأن الأفكار لا توجد في فراغ والناس في اتصال دائم وتبادل للأفكار والمفردات. هذا يعني أن نفهم القرآن كنمط من الأداء الشعائري الذي هو أداء جهوري لبعض الصلوات والمواعظ والإقتباسات من الكتب المقدسة مثل الإنجيل والتوراة. وهذا يؤدي بنا إلى نتيجتين: الأولى هي أن كلمة القرآن لم تكن إلا وصفاً لما يتلوه المسلمون والمسيحيون في صلواتهم وطقوسهم وليست مقصورة على الكتاب الإسلامي المقدس الذي نسميه اليوم القرآن؛ أي أن قرآن هو نمط أدبي ديني مرتبط بالشعائر وليس القراءة الفردية الصامتة. ولذلك نرى في سورة الشورى الآية 7 (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا) فكلمة القرآن جاءت هنا نكرة غير محددة لتعبر عن النوع العام لا عن العنصر المحدَّد. ونرى هذا أيضاً بوضوح عندما طلب جبريل من محمد أن "يقرأ" ولم يطلب منه أن يتلو أو يردد في سريرته أو يكتب. والثانية هي أن القرآن لا يوجد دون جهارة الملقي (أو الملقون) ودون المستمع، أي دون التواصل مشافهة. وهذا يقودنا إلى فكرتي الأخيرة وهي أن الشفاهة سبقت الكتابة والأفضل أن أقول هنا التسطير (الخط) في القرطاس. فلا داعي لأن نفهم فعل "كتب" كما يرد في القرآن على أنه دلالة على التسطير (الخط) بالقلم والقرطاس فقط، ولا يجب تبعاً لهذا أن نفهم "الكتاب" كما يرد آلاف المرات في القرآن على أنه القرآن الذي نزل على محمد بالتحديد.
محتويات
غير مصنف
- غير مصنف: الطلاق (65)، التحريم (66)، الحديد (57)، المجادلة (58)
- غير مصنف: القدر (97)، النصر (110)
الجزء الأول - غير مصنف
- العصر (103)،
- ربك: الكوثر (108)، الشرح (94)، الفيل (105)، قريش (106)، الفلق (113)، الناس (114)، الضحى (93)،
- الله: الإخلاص (112)، الفاتحة (1)،
الجزء الثاني - يوم القيامة
- سور الزمرة الأولى تركز على الرد على المكذبين بالدعوة.
- وسور الزمرة الثانية تركز على وصف يوم الحكم والتذكير بالحكم.
- سور الزمرة الثالثة تجمع الموضوعين السابقين وتضيف إليهما أمثلة من تكذيب الأمم لرسلها وعقاب الله لها.
- سور الزمرة الرابعة تتضافر فيها المواضيع السابقة وأدوات البلاغة لتصنع قطعة أدبية في الوعد والوعيد.
الزمرة الأولى
- خصوصيات: الزمرة الأولى التي انتقيتها تتفرد
- بذكر "إقرأ" دون ذكر "كتاب"
- وبذكر "الذين آمنوا" دون ذكر "الإيمان"
- وبذكر "الله" أو "ربك" دون ذكر "الرحمن" (إلا في مواضع قليلة).
- مميزات الزمرة الأولي: تتميز سور هذه الزمرة
- بقصرها، وقلة تنوع الصوت فيها.
- بمواضيعها التي يقتصر على الترغيب والترهيب (التذكير بيوم الدين وما ينتظر المكذبين والمؤمنين من جزاء).
التكذيب بيوم الدين هو الموضوع الأساسي لهذه الزمرة، ويلحقه منطقياً وصف ذلك اليوم بما فيه من إحياء وحساب وجزاء. وأبدؤها بسورة العلق كما اعتاد التراث وإن لم يكن هذا ضرورياً حسب ما تقتضيه أدواتي التحليلة.
- المسد (111)، الماعون (107)،
- ربك: الليل (92)، الزلزلة (99)، العاديات (100)،
- ربك الله: العلق (96)، الأعلى (87)
- الله: التين (95)، الإنفطار (82)،
- القارعة (101)، الهمزة (104)، التكاثر (102)، المرسلات (77)
الزمرة الثانية
الغاشية (88)، الطارق (86)، عبس (80)، البلد (90)، الإنشقاق (84)
الزمرة الثالثة
الشمس (91)، الفجر (89)، النازعات (79)
الزمرة الرابعة
القيامة (75)، القمر (54)، الواقعة (56)، الحاقة (69)، البروج (85)
الجزء الثالث - آلهة من دون الله
الزمرة الخامسة
الذاريات (51)، القلم (68)، النجم (53)، الطور (52)، التكوير (81)، المدثر (74)، الإنسان (76)، المطففين (83)، المعارج (70)، نوح (71)، الصافات (37)، سبأ (34)، الكافرون (109)
الزمرة السادسة
الزخرف (43)، الرعد (13)، الرحمن (55)، النباً (78)، الملك (67)، ق (50)، الفرقان (25)، يس (36)، الجن (72)
الزمرة السابعة
الأنبياء (21)، المؤمنون (23)، طه (20)، الروم (30)، الإسراء (17)
الجزء الرابع - الكتاب
الزمرة الثامنة
غافر (40)، المزمل (73)، السجدة (32)، الشورى (42)، الحجر (15)، ص (38)، الدخان (44)، الجاثية (45)، الأحقاف (46)، التغابن (64)
الزمرة التاسعة
إبراهيم (14)، لقمان (31)، يونس (10)، القصص (28)، النمل (27)، الكهف (18)، يوسف (12)، مريم (19)
الزمرة العاشرة
فصلت (41)، الزمر (39)، هود (11)، الشعراء (26)
الزمرة الحادية عشرة
العنكبوت (29)، فاطر (35)، الأنعام (6)، النحل (16)
الجزء الخامس - جزء التشريع
الزمرة الثانية عشرة
الأعراف (7)، الصف (61)، النور (24)، الحج (22)، محمد (47)، المائدة (5)
الزمرة الثالثة عشرة
المنافقون (63)، الأنفال (8)، آل عمران (3)، الجمعة (62)، النساء (4)، الممتحنة (60)
الزمرة الرابعة عشرة
الزمرة الخامسة عشرة
الأحزاب (33)، التوبة (9)، الحشر (59)، البينة (98)، الحجرات (49)، الفتح (48)