المثقف

من Wiki Akhbar
نسخة ٠٠:٤٧، ٦ نوفمبر ٢٠٢١ للمستخدم Aatassi (نقاش | مساهمات) (أنشأ الصفحة ب'=4 أيلول، 2021-مفهوم "الكاتب للعموم"= [https://www.alquds.co.uk/%d9%85%d9%81%d9%87%d9%88%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa%d8%a8-%d9%84%d9%84%d...')
(فرق) → مراجعة أقدم | المراجعة الحالية (فرق) | مراجعة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى: تصفح، ابحث

4 أيلول، 2021-مفهوم "الكاتب للعموم"

مفهوم «الكاتب للعموم» أو معنى النقد في الحيز العام

انك Sami Alkayial تثير موضوعا ممتازا. وهو في نظري احسن بكثير من تصنيف الكتاب العرب، او الاحتفال بذكرى الثورة، او اثبات اجرام نظام الاسد للمرة الألف. واعتقد ان محوري اللغة وعلاقة الاجتماعي بالسياسي ممتازان لمناقشة ظاهرة الكاتب للعموم. لكن عندي عدة ملاحظات تدور حول طرح القضية وتأطيرها. اعتقد ان تأطيرك اوروبي بحت، وحتى متحامل على امريكا بسبب صورة نمطية عن امريكا مصدرها اوروبي ايضا. وكذلك فاني لا اعتقد ان الحيز العام ينكمش، بل بالعكس يتطور لكن ضمن قنوات مختلفة، مما يجعلني اعتقد ان عندك نوستالجيا لنوع معين من الحيز العام ونوع معين من المشاركة السياسية، ارى ان اصفه باليساري. عندما تركت فرنسا ورحلت الى امريكا افتقدت الاشخاص الذين تتكلم عنهم، المثقفين من المختصين لكن الذين يتكلمون ويكتبون للعموم. واحسست ان الثقافة الامريكية هي المقابل الرديء للثقافة الاوروبية، وان الديمقراطية الامريكية هي حكم الرداءة او طغيان الرداءة على الحيز العام. لكن بعد عقدين ونصف، وبعد دخول الاكاديميا الامريكية، وبعد رؤيتي لدور المثقفين في سوريا واوروبا اثناء الربيع العربي، المختصين منهم وغير المختصين، تغير رأيي تماما. واصبح فهمي للحيز العام اكثر تعقيدا. استطيع ان اقول انك تتحسر على فقدان مثقف القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، الاوروبي غالبا، واليساري ايضا، ذلك المثقف الذي كان يصنع الرأي العام، او الذي كنا نعتقد انه الرأي العام. الحيز العام الذي يتلاشى كما ذكرت ليس عاما تماما. انه مقتصر على الطبقات الوسطى التي كانت ناشئة في اوروبا وامريكا. تلك الطبقات التي كان الحزب الطليعي يمثلها خير تمثيل، والتي كانت تعتقد بوجود دور ملهم لنفسها، تعليمي، تربوي، وحتى رسولي او نبوي. الحيز العام لم يختف وانما توسع ليشمل طبقات كانت مسبقا مهمشة. وهذه الطبقات لا تهتم بالمثقف ودوره التوعوي. استطيع ان اقول بان الديمقراطية، اذا كانت انخراط العموم في الشأن العام، واذا كانت غالبية العموم غير مسيسة وغير مثقفة ونصف متعلمة، فان الثقافة السائدة حسب الديمقراطية ستعكس هذه الغالبية. الرداءة لا تأتي من امريكا وانما من اتساع الديمقراطية. على فكرة، مشاركة الامريكان في الحيز العام السياسي ربما اكبر بكثير من مشاركة الاوروبيين، لكن ذلك لا يتم عبر القنوات الاوروبية المعتادة مثل الحزب المناضل والمسيرات والنقابات. وهناك كتاب للعموم في امريكا لكنهم لا يكتبون في الفلسفة كما هو حال الفرنسيين مثلا (حيث مدارسهم تعتني بالفلسفة بينما لا يدرسها احد هنا)، لكن يكتبون التحليل السياسي، والسيكولوجيا، والدين وهي مواضيع لا يهتم بها الاوروبيون.

لكن ممارسة النقاش في الحيز العام تختلف من بلد الى اخر. وهناك مجلات مثل النيويوركر واتلانتك منثلي وتايمز وقسم البوك رفيو في الجرايد الكبرى تحتوى على مواد من النمط الذي تشير اليه. وهي مواد افضل بكثير مما كنت اقرؤه مثلا في اللوموند ديبلوماتيك.

امريكا تحكم العالم منذ سبعين سنة ونحن لا نزال نعتقد على الطريقة الاوروبية انها مجرد نسخة رديئة من اوروبا. وبالتالي فاننا نحجب عن انفسنا امكانية التعرف عليها من دون المنظار الاوروبي.